العمل الاجتماعي و المسؤولية الاجتماعية
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده ثم أما بعد :
فالعمل الاجتماعي ( التطوعي ) دأب الصالحين من الأنبياء وأتباعهم ، ولأن العمل الاجتماعي عبادة من العبادات جاءت الشريعة بالترغيب في كل ما ينفع الناس في حياتهم ، في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا قامت الساعة بيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل ) ، بل قام النبي صلى الله عليه وسلم حياته كلها في خدمة مجتمعه يصلح بين الناس ويشفع ليزوج هذا ويطعم ذاك وضرب لذلك أروع الأمثلة بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم العمل الاجتماعي مقدم على نفل العبادة من الصوم والصلاة حين قال : ( لأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلى من أن اعتكف شهر في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهراً ) ، فقدم خدمة الناس على عبادة الاعتكاف التي تجمع بين الصوم والصلاة وقراءة القرآن .
وهكذا فعل الصحابة من بعده فالصديق يحلب الشاة لامرأة عجوز ويكنس دارها ويصنع طعامها وهو خليفة
والفاروق يسير ليلاً في المدينة فيسمع عجوزاً تلهي أطفالها كي يناموا فيعود من فوره إلى خادمه فيحمل الدقيق ويجهز لهم العشاء و يوقظ الأطفال وهو خليفة ،
وها نحن اليوم في مركز حي الملك فهد بمكة المكرمة باب من أبواب الخير يسره الله لنا في هذه البلاد الطيبة نعمل سوياً من أجل التكافل الاجتماعي بكل صوره (المزيد…)