كل عام و الإدارة العامة للتدريب التربوي والابتعاث تفسح المجال أمام العديد من أبناء الوطن الغالي للتقدم في حفل جماعي للتفرغ للدراسات العليا سواء الماجستير أو الدكتوراه
وفي العام المنصرم كنت سعيد الحظ بالحصول على تذكرة درجة أولى على متن الخطوط السعودية للرياض ذهاباً ورجوعاً
غير أن المتعة بركوب الطائرة لم تكتمل بسبب الفرقة المصاحبة التي أصرت أن تكون بصحبتي وهم أفراد العائلة الأعزاء
فقلت حظي دائماً قوي باين من أولها إذ كيف تسلمني الوزارة تذكرة مجانية ولا اصرفها بل أدخرها لليوم الأسود الذي أسأل الله أن لا يأتي وبقيت أخطط كيف أسافرإلى مدينة
الرياض _التي أعشقها حتى الثمالة وأعرف سراديبها كما أعرف راحة يدي – وهل سيكون بالسيارة ودون الحاجة لاستخدام التذاكر أم لا
ظننت أن هذا من زود الحظ
الذي حصل هو أنني صرفت في تلك الرحلة الميمونة أكثر من 6000 الآف ريال ما بين السكن وغيرها من المصاريف اللازمة والكماليات غير اللازمة عندها علمت بأن التذكرة لا خير فيها وأن أبرك من اكتنازها أن أصرفها في وجهها الصحيح
بالنسبة لطريقة المفاضلة في الوزارة لكم أن تتصوروا كيف يتم الترشيح من بين المتقدمين ولن أتحدث عنه الآن حتى أحرق أوراقي كلها
لكن من جانب آخر كان عدد المتقدمين العام المنصرم كان للحصول على تفرغ لدراسة الدكتوراة
تخصص إدارة تربوية وتخطيط و كذا لتخصص الإشراف التربوي
23 إدارة تربوية و 6 إشراف تربوي
الذي حصل من لجنة المقابلة مشكورين هوتفريغ 1 من 23 متقدم للإدارة
وتفريغ 2 من 6 متقدمين للإشراف
أو قل إن شئت الذين سيتم تفريغهم على مستوى المملكة لتطوير التعليم في الإدارة التربوية و الإشراف التربوي ثلاثة أشخاص بالرغم من المليارات التي تصرف على التعليم
المهم في الموضوع كله أننا عدنا بعد العناء والتعب و مع شديد الأسف غير مقبولين أو قل إن شئت بخفي حنين
الا من التذكرة يتيمة
اللطيف في الأمر أنني تلقيت اليوم السبت الموافق 11/ 7 / 1430 إتصال من الإدارة العامة للتدريب والابتعاث يفيد بأن ملفي وصل إلى الرياض للمرة الثانية
وأنني مطلوب شخصياً للمثول أمام اللجنة الخاصة بالمقابلات الشخصية فهل يا ترى يكتب لي الفوز على المتقدين جميعاً أقول إن شاء الله
لكن الذي يشغل بالي لو تم تفريغي هذا العام فهل بوسعي تطوير التعليم على مستوى البلد …أتمنى
ومن الملاحظات التي سجلتها على لقاء العام المنصرم وأود من إخواني الكرام في جهاز الوزارة مراعاته أمور:
أتمنى على الإخوة في الإدارة العامة للتدريب التربوي والابتعاث
أن يراعوا حالة المفحوصين النفسية ففي العام المنصرم كان مايلي:
– الملاحظة الأولى:
طول الفترة الزمنية للفحص حيث وصلنا لمقر المقابلة قبل صلاة المغرب ولم ننته من المقابلة الا في حدود الساعة الحادية عشرة وهذا والله شيء يشق على المقيمين في مدينة الرياض فضلاً عن المسافرين .
– الملاحظة الثانية:
ضيق المكان وعدم كفاية المقاعد للجلوس فبمجرد أن تقوم من مكانك يجلس عليه آخر من كثرة العدد وقلة المقاعد.
-الملاحظة الثالثة:
ضعف التكييف فبعد أن كنا نرتدي أحسن الثياب والغتر لم يصلنا الدور الا ونحن في حالة يرثى لها من حيث الاستعداد والقيافة.
الذي نرجوه هذه المرة من المدير العام للتدريب ما يلي:
1- توزيع المتقدين للإدارة التربوية والإشراف التربوي على يومين لكثرة العدد حيث يزيد العدد عن 20شخص.
2- إذا لم يمكن ذلك فيتم مواعدة نصف القائمة مثلا خمسة عشر شخص بعد صلاة المغرب ويتم مواعدة البقية الساعة 9مساء أو بعد صلا العشاء.
3- إذا لم يتم الإجراء الأول ولا الثاني فالمطلوب زيادة عدد المقاعد ليتمكن الجميع من الجلوس .
4- إذا لم يتم توزيع المفحوصين على يومين أو فترتين محددتين مسبقا فالمطلوب إجراء صيانة للمكيفات ليمكننا الجلوس في جو مناسب.
ختاما أتمنى أن تصل الملاحظات التالية لمدير عام التدريب أولاً
ولقسم العلاقات العامة والخدمات العمة ثانيا وثالثاً.
ويتقبلوا تحياتي وسلامي
خالد ابوحفاش
مكة المكرمة
تشدني دائما المنافسات والمسابقات التي تكون وزارة التربية والتعليم “الموقرة” هي الراعية لها. لسبب بسيط هو لعلمي أن هناك سجال اعلامي سيكون مصاحب لهذا السباق, أيضا لسبب عدم وضوح السياسات التي ترسم لها الوزارة. تتميز هذه السباقات بخصائص متشابهة, فهي تبدأ من وجود مترقبين لها, ثم اعلان من الوزارة, ثم تقديم وفرز, ثم اعلان نتائج, وتدوم بعض هذه السباقات فترة مابين الشهر الى الثلاث اشهر, وتنتهي بعضها برحلة الى ديوان المظالم في عادة سنوية اعتادها محامي الوزارة, ومحامي المتضررين, وتقتات منها الصحافة الباحثة عن الاثارة.
سباقات التعيين لخريجي الكليات والجامعات , وسباق القبول بكلياتها, وسباق الترقيات لمستويات أعلى, وسباق الابعاث الداخلي والخارجي, وسباق نقل المعلمين, وفي حد علمي انها وصلت مؤخرا لسباق على الحصول على مقعد بالصف الأول الابتدائي ببعض المدارس. كلها تعكس حالة استنزاف لموارد الوزارة الادارية, المالية, البشرية, والتطويرية.
يحسب للوزارات السعودية أنها من افضل وزارات العالم تنظيما للهرم الاداري والتنظيمي, ولكنها ليست بذلك الحسن في توظيفه بشكل عملي وفعال يخدم المواطنين والموظفين والطلاب. يجب تفعيل دور الادارات التعليمية بشكل أكثر مواكبة لزيادة الطلاب والموظفين والسكان. المركزية الادارية في سياسات التعليم والقرارات وتواجدها فقط بمبنى الوزارة بالرياض هو عملية بيروقراطية كانت ناجحة في مرحلة معينة, وتم استنفاد الغرض منها, والآن حان الوقت لاعطاء ادارات التعليم هذا العبء. وتكتفي الوزارة بدور الاشراف العام لتطبيق السياسات العليا, وترك سياسات التعليم التابعة الكل منطقة ان تحددها ادارة تعليم تلك المنطقة, فهي الأعلم باحتياجاتها ومواردها ومستقبلها.
أصبحت عملية التعيين والقبول وغيرها مسرحية سنوية لاتليق بوزارة لها باع لابأس به في الادارة والكفاءات. مسرحية تستنزف أعصاب المترقبين لنهايتها, وغالبا يخرج جمهورها غير راض بسيناريو النهاية.
لذلك, ولكي نعود الى النقطة الأساسية, فان البعثات والتفريغ للدراسات العليا ومايصاحبها من عدم وضوح في السياسات المستقبلية, ماهو الا مجرد احد نتائج هذه الافتعالية الادارية. والا فكيف يتم تفسير رعاية وزارة التعليم العالي لأكثر من 40 الف مبتعث, بينما وزارة التربية تنظر للابتعاث والتفريغ للدراسات العليا كأنه مشروع يهدد كينونتها ووقارها.
اقتراحي ان يتم تسليم ملف تفريغ المشرفين والمعلمين للدراسات العليا والابتعاث الى كل ادارة داخل كل ادارة تعليم عامة بالمملكة, مع التأكيد على رسم الضوابط العامة من قبل الوزارة. حينها فقط, نستطيع الحديث عن بناء مستقبلي يبدأ من الداخل ويتوسع بقوة ليتكامل مع بقية مناطق المملكة, وليس بناء يبدأ من المركز الرئيسي للوزارة, ويصل مترهلا الى اطراف المملكة النائية.
تحياتي لك ياعم