الغلاء الذي ضرب بأطنابه طول البلاد وعرضها لم يدع المشروب و المطعوم فضلا عن الأساسيات والكماليات, والحديث عن أسبابه وجشع التجار في زيادة أسعار السلع أخذ نصيبه من وقت الكتّاب في الصحف والمنتديات وحيث أصبح الغلاء قدراً لا مناص عنه فالذي أرى أن نركز حديثنا فيما هو أجدى وأنفع كطرق تخفيف وطأته على الناس.
يتبادر لذهن كل منا طرق عديدة للحد من النزف الجاري في جيوب المواطنين من متوسطي الدخل فضلاً عمن دونهم وهذه الطرق تستحق التفكير العميق للخروج بالعملي والممكن تطبيقه حتى نسهم في تطبيب الجراح وإني إذ أدعوكم لهذا حري بي أن أضع بين أيديكم فكرة لعلها تسهم في تخفيف المصاريف .
الزواج الجماعي.
فالوعي الذي عم أرجاء الوطن دعى الكثير من أهل الفضل للتسابق في تنظيم زواج جماعي واحد على الأقل في حين أن العلاقات بين هؤلاء العرسان في المدن معدومة
ونحن في مجتمع القرى ولله الحمد ندعو لذلك لأننا نملك قاعدة عريضة من العلاقات الاجتماعية والتواصل سواء بالنسب أو الصهر بين أبناء القرية فحري بنا أن نسهم في تنظيم زواج واحد كل عام يجمع ما بين
5-10 عرسان في صالة واحدة ولنا أعزائي الكرام أن نتصور الحفل وجماله وأحقيته بإطلاق كلمة فرح عليه حيث ستكون الابتسامات صادقة والحضور الكبير وقلة غياب المعازيم .
أما المميزات التي أزعم أنها تخدم الموضوع فكما يلي:
أولاً: توفير المال :
على فرض أن الزواج الفردي سيكون في صالات الأفراح الكبيرة فالإيجار من 10000-15000في المنطقة والمصاريف الأخرى كالعشاء وغيره تتراوح من 25000-35000 فمعدل التكاليف 40 ألف ريال لزواج الشاب بمفرده,
بينما لو افترضنا قدرتنا على التنسيق لزواج جماعي من 6 عرسان وحسبناها على النحو التالي
قصر الأفراح 20000ريال وهذا مبلغ ليقتنع صاحب الصالة والعشاء 52000 ريال المجموع 72000
يقسم على 6عرسان 72000÷ 6=12000ريال على العريس الواحد
الفرق واضح وكبير بين زواج شاب يكلفه 40000 ريال أو زواج جماعي يكلفه 12000مع أنه لن ينقصه أي شيء من الكماليات في زواجه وسيوفر الكثير من المال للسفر والمتعة .
2-حفظ النعمة :
بدل من 10 حفلات زواج في الصيف الواحد لكل قرية نختصر منها 6 حفلات في زواج واحد فنوفر في الطعام من ذبائح ورز وغيرها فلا ترمى وبالتالي تنزل الرحمات علينا ويحبنا الله لأن الله تعالى يقول(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) .
3-توفير الوقت:
أحياناً كثيرة لا يتمكن الناس من حضور الزيجات بسبب توزيعها على طول الإجازة ومشقة الحضور على الناس بينما زواج واحد يجمع 6 شباب يستدعي الحضور المكثف من الجميع.
4-توفير قصور الافراح:
أصبح الحصول على موعد مناسب في قصور الأفراح من الصعوبة بمكان مما اضطر البعض للزواج في أيام غير مناسبة كيوم 28شعبان أي قبل رمضان بيوم .
5-السنة الحسنة :
أنها سنة حسنة و المبادرة إليها سبق حقيقي إلى عمل جيد.
6-الاستفادة من الإعلام:
من الممكن توظيفها إعلامياً لكسب الرأي العام وللتعريف بالقرية على مستوى أوسع وذلك بحضور مسئولين من الإمارة والشؤون الاجتماعية والصحف والتلفزيون وهذا أمر ميسر ولله الحمد.
ولإنجاح الزواج يجب اتخاذ القرار بالمشاركة مبكراً ولابد من تشكيل فريق للعمل على إتمام الفرح بطريقة جماعية وبالمواصفات التالية :
1- أن يكون ضمن الفريق شخص من كل عائلة لها عريس مشارك.
2- أن يكون رئيس الفريق محايد بحيث لا يكون له علاقة مباشرة بالزيجات .
3- حجز الصالة المحددة ( بشرط أن تكون من الصالات الكبيرة )والحصول على الدعم من الجهات الرسمية حتى لا يتلكأ احدهم في تعطيل الفكرة على أن يكون الزواج يوم الخميس وفي ثاني أو ثالث أسبوع من إجازة المعلمين .
4- دفع مصاريف كل عريس قبل الزواج بشهر حتى يتسنى الحجز والشراء ….الخ.
5- كتابة أسماء العرسان لتمييزهم وتسهيل عملية المباركة والرفد .
أمور يحب مراعاتها في الزواج الجماعي:
يمكن تلافي بعض الأمور الزواج الجماعي إذا تمت العناية بالحفل النسائي
حيث ينجح الزواج إذا فعلنا ذلك .
الزواج عند الرجال كما هو معلوم لدينا جميعاً مبسط استقبال لمدة ساعتين مع تقديم القهوة والشاي ثم صلاة المغرب وتناول طعام العشاء وهذا في 95% من الزيجات
أما عند النساء فالوضع مختلف تماماً ومن حقهن علينا أن نرعى ما يفضلنه من ترتيبات لكي يساهمن معنا في إنجاح الفكرة ، أما عند تجاهل رغباتهن فسيقفن لها بالمرصاد ولن نجد من ينضم لزواج جماعي عند ذلك.
ومن الأمور التي يجب مراعاتها:
– تأخر العشاء وبالتالي على الرجال تحمل مزيد من الانتظار حتى تنتهي مراسم الزواج .
– سيظهر خلاف حول من العروسة التي تخرج للناس أول وبالتالي لابد من إجراء قرعه يجريها الرجال لتحديد خروج العرائس ومن تنزف أولا وتطبع قائمة بالترتيب المتفق عليه وتعلق في مكان تجهيز العرائس وهذا لتلافي مشكلة قد تحصل بين النساء.
– لا بد من إعطاء كل عروس زمن محدد للزفة من 10-15 دقيقه ليكون المجموع 15×6=90 دقيقة وهذا كثير جدا.
قد يقول قائل الموضوع لا يستحق هذا القدر من الحديث
والصحيح أن الفكرة إما أن تطبق بطريقة صحيحة وتكون ناجحة ولها أصداء طيبة أو لا يهتم بتفاصيلها خاصة ذات الحساسية الاجتماعية وبالتالي تقتل الفكرة في مهدها لذا نوصي بالجدية في تطبيقها وأخذ التفاصيل وخاصة التي تخص النساء بكل عناية ليسهموا معنا في انجاز الفكرة
وإنني في ختام هذا المقترح لأذكر بما يدعونا لتأييد هذه الفكرة وحمايتها
قال تعالى :{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا }
وجاء في الحديث :(يد الله مع الجماعة )
وفي الذكر الحكيم:{إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا }
فحري بنا أن نستعيد مخزوننا من الكتاب والسنة ومن ثم تطبيقه و المساهمة في تقليل الخسائر التي يمكن تلافيها
مع اعتقادي أن من ساهم في تطبيق الفكرة بالاشتراك فيها لن يحرم البركة في زواجه قال النبي صلى الله عليه وسلم :(ايسرهن مهراً أكثرهن بركة )
والله أسال أن يوفقنا جميعا ويجري الخير على أيدينا انه خير مسئول.
خالد بن جمعان أبو حفاش
مكة المكرمة
رابط الموضوع في إخبارية الحكمانhttp://www.hokman.ws/articles.php?action=show&id=40
المدونه انجاز جديد ورائع وليس غريب على امثالك حيث جمعت بين الفكر والتربية وإلى مزيد من التميز.
بالنسبة لموضوعك ( لا للغلاء ) لامزيد عليه و يحتاج فقط أن يخرج لأرض الواقع في مجتمعاتنا وإلى شخص يتبنى الفكرة للعمل على التطبيق الفعلي
وإلى الأمام مع إبداع جديد.
وفقك الله أبا عبدالعزيز فأنت دائما ماتتحفنا بأفكارك الابداعية ،ونتمنى بإذن الله من شيخ القبيلة ووجهائها أن يتبنوا هذه الأفكار الرائعة
حسام اسم على مسمى ماشاء الله
دائم مبادر وسباق,
شكري لمرورك وتقييمك.
اخوك خالد
4/8/1429هـ
مكة
الله يعطيك العافيه دائما متميز بمواضيعك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إبداع و إنجاز رائع
أتمنى لك كل التوفيق و النجاح
تقبل مروري المتواضع
أخي وصديقي
الزميل الوفي (جميل اسماعيل مشتاق بخش )
أشكر لك مرورك وتقييمك للموضوع
والله اسال أن يتقبل دعواتك الصادقة
ومروك شرف لي يا عزيزي
ورسائلك التي تنير هاتفي المحمول طوال العام
جعلت لك في القلب مكانه خاصة
لا استطيع مجازاتك على تواصلك
رغم مشاغلك أيها المربي القدير
لكن الله هو الكفيل بأن يثقل موزينك
تقبل أنت سلامي واشواقي
اخوك
خالد