بلدي … بلد الأمن و الإيمان
في بداية كل أمر يتشدد الإنسان على نفسه وعلى غيره وهذا أمر فطري يحصل في كل عمل يقوم به الإنسان والتدين جزء من تلك الأعمال وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:” إن لكل عمل شره و الشرة إلى الفترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل”.
فقوله “لكل” يدل على أنه يصدق على الجميع فيبتدئ الإنسان التدين ثم دون إدراك منه للخطوات يصل للتشدد قال القاضي “يعني أن العابد يبالغ في العبادة أو لاً ” ويشهد لهذا أحاديث أخر مثل قوله عليه السلام :”يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ” فأصل قيام الليل مشروع غير أن ذلك السلوك من ربط الحبال للتعلق بها مرفوض لأنه تشدد وتكلف.
وبعد الوصول للتشدد تبدأ الفترة تدب إليه وتزول الحدة ويتناقص حتى يستقر على درجة أقل مما كان عليه , وبتوفيق الله يكون الفتور الصحيح للوسطية التي كان عليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ,في حين تكون لدى البعض الآخر على أحد حالين :
الحالة الأولى: أن يتناقص ويتراجع تدين الشخص بدرجة كبيرة فيصل للتساهل المفرط في أمور الدين وهو في هذه الحالة أبعد ما يكون عن الاستقامة وهذا النوع من يميزه الناس بسهوله ويعلمون فساده لأنه مخالف للسنن التي نعرفها عن نبي الهدى عليه السلام .
الحالة الثانية: أن يتناقص ويتراجع تشدد الشخص بدرجة قليلة جداً فيظل في التشدد الممقوت والمشكلة هنا أنه في نظر الناس على خير لأن الأعمال التي يقوم بها أصلها مشروع في حين هي في حقيقتها زائدة على ما جاء به النبي عليه السلام
ومن هنا وجب علينا الدقة في تمييز الشريعة وتعلم هدي النبي الكريم حتى لا نخدع بأي سمت أو عمل بل علينا بما جاء عن النبي دون زيادة أو نقصان
ونحن في المملكة العربية السعودية بفضل الله بلد الأمن و الإيمان تزداد الواجبات والمهام علينا تجاه الوطن الغالي يوما بعد يوم إلا أن مهمة تعريف النشء بإنجازنا التاريخي الذي يجب المحافظة عليه وحمايته تظل المهمة الأولى فمن لا يعرف فضل هذه البلاد عليه السفر للخارج والاحتكاك بالمجتمعات ثم العودة إلى هنا ليعلم أن هنا أمة حقيقية على الهدى تسير وبنهج الحبيب تستنير, ولا ينفك ذلك العمل عن تعريفهم بأهمية وحدة الصف وفضل الجماعة مع أهمية تصحيح الأخطاء عند وجودها كما أمر النبي عليه السلام.
وتبرز هذه المهمة للمقدمة بين كل المهام لما نرى من تسارع خطو شباب أحداث الأسنان للارتماء في أحضان تيارات فكرية بقناعة أذهلت المراقبين
وهذا يدل على حاجتنا لإطلاق العنان لمشاريع حماية الشباب وتحصينهم ضد الأفكار الغريبة وعدم البقاء مكتوفي الأيدي حتى نفاجأ بكاميرات الصحف تلتقط لنا الصور تعنون في اليوم التالي بـ ( والد الإرهابي )
إنني من هذا المنبر الكريم أدعو الإخوة في المدن الرئيسية التي يستهدفها طلاب الجامعات للدراسة فيها أدعوهم لاستقبال تلك الجموع القادمة لطلب العلم من أبناء عمومتنا لتوجيههم الوجهة الصحيحة بعيداً عن الفكر الخارجي الذي ما ترك مواطن ولا رجل أمن ولا أمير إلا ولحقه الأذى منه ,إن تجاهل هذه المهمة الملحة وهذا الواجب الجماعي يلقي باللائمة علينا أمام أنفسنا على الأقل إذ كيف نترك الحماس ليأخذ من الأبناء كل مأخذ حتى يخرج الواحد منهم عن جادة الصواب
إن قيام أهل الفضل والاعتدال بإقامة نشاط رياضي شهري يجمع الشباب في وضح النهار بعيداً عن أهل الزيغ ومن ثم الجلوس مع الشباب وسماع ما لديهم مع المصارحة كفيلة بإذن الله بحماية الشباب وتصحيح وجهات نظرهم عند وجد لبس كما أنها أداء الدور المأمول منا بالقضاء على الأفكار الهدامة بين أبنائنا في مهدها أياً كانت فلدي قناعة بأن غياب الكبار جعل من الشباب لقمة سائغة لأهل الأهواء ويجعلهم يبحثون دون تردد عن موجه بديل علمنا به أو لم نعلم فالباطل يحتاج إلى أماكن آسنة لينمو و ينتشر وبهذا الجو الجماعي المفتوح يترعرع الحق وينمو بل و يقضي على الباطل بأسرع طريقة ,أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ” .