عقد نهاية العام المنصرم 1428هـ بالمدينة النبوية ملتقى التقويم الشامل على مستوى المملكة وكان محور اللقاء عن تطوير التقويم الشامل وتطوير أدواته ومما زاد اللقاء أهمية حضور معالي نائب الوزير لتعليم البنين الدكتور سعيد المليص فوجه السؤال التالي للمجتمعين وهو التقويم الشامل وماذا بعد ؟
فكان بحق السؤال الأهم في تاريخ التقويم ولعل الأخوة أجابوه بالجواب السديد غير أنني خشيت أن أكون مقصراً لو لم أدلو بدلوي في الموضوع وخاصة أنني من السابقين للتقويم الشامل حيث عملنا عام 1422هـ في التجربة أيام الاستمارات اليدوية حين يدخل المشرف الدرس وليس لديه شواهد سوى ما يسجله من ملاحظاته الخاصة فكانت أيام تظهر فيها حصيلة المشرف الزائر كما تظهر للزائر حصيلة المعلم المزار فأحببت أن أشارك الأخوة الرد على تساؤل النائب حول وماذا بعد ؟
فإلى الموضوع :ا
التقويم الشامل ..وماذا بعد ؟
مراقبة المخرجات التعليمية والتدقيق في الفوارق بينها من صميم عمل التربويين وأحد السبل لزيادة فاعلية المدارس فتظهر جوانب التميز والقصور جلية لتتخذ الإدارة العليا إجراءات مناسبة وتحدث تغييرات بعد قناعة ولقد قدمت وزارة التربية للميدان برنامج التقويم الشامل وهو لمن لا يعرفه برنامج مطبق بالمملكة المتحدة لإجراء المقارنات بين المدارس بجميع النواحي ليقدموا ميزانيات عالية للمدرسة عندما تكون مخرجاتها متميزة مما يتيح للمدير اختيار كفاءات من المعلمين والعاملين المساعدين بشكل أفضل في حين يقل الدعم وتتم المحاسبة كلما كانت نتائجها متدنية، وقد وصلوا لمستوى محاسبة المدارس بعد إنهاء الجولة الأولى من تقويم المدارس وإظهار المعدل الوطني ويقصد به متوسط نتائج المدارس حسب مخرجات التقويم الشامل على مستوى الدولة ثم تأتي الجولة الثانية التي فيها الإجابة على السؤال الذي تصدر موضوعي وماذا بعد ، فالجواب لن نصل إليه إلا بعد الجولة الثانية من تقويم المدارس ،واستفادتنا من مخرجات التقويم الشامل مرهونة بإشهار المعدل وإلا فعملية التقويم لا تعدو أن تكون ضرباً من ضروب التفتيش البغيض إن إظهار نتائج التقويم لعمل مقارنات بين إدارات التربية أمر مهم وممكن ، وفعل ذلك قبل الوصول لمعايير معلنة فيه استعجال وهو بحمد الله سهل المنال حيث يعتمد التقويم الشامل في المملكة العربية السعودية على برامج حاسوبية تسهم في الوصول لنتائج سريعة وصادقة بمجرد إكمال إدخال بيانات المدرسة على البرنامج ،ولحساب المعدل الوطني نعمد لأهم معلومة يحصل عليها فريق التقويم الشامل الزائر للمدرسة وهي معدل المدرسة ويمثل حده الأعلى خمس درجات تحقق المدرسة إما (1 أو 2 أو 3 أو 4 أو 5 ) من خمسة فنجمع معدلات جميع المدارس التي تم تقويمها بالمملكة ونقسم الناتج على عدد المدارس المقومة لنصل للمعدل وعند إشهاره تبدأ الجولة الثانية وهي تقويم المدارس من جديد عند ذلك نكرم مدارس وندعم أخرى ونساند مدارس تستحق الرعاية كما يمكن أيضاً محاسبة مدارس مقصرة . فالمدارس التي حققت فوق المعدل تدرج ضمن برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم. المدارس التي حققت أقل من المعدل تصنف إلى مدارس تخضع للملاحظة عن بعد ومدارس أولى بالمتابعة تكثف لها الزيارات من مشرفي الإدارة ومدارس تحتاج لاتخاذ إجراءات عاجلة ولغزارة المعلومات التي يوفرها التقويم الشامل حول الميدان التربوي كافة يمكن للإدارة العليا بالوزارة الاستفادة من مخرجاته بصور متعددة سوى المعدل الوطني ، فيمكن تحديد البرامج التدريبية الأكثر حاجة للميدان على مستوى المملكة ويمكن أن نجري مقارنة بين التخصصات لنعرف أفضل إدارة تعليمية في تدريس المواد وفي أساليب التقويم ، التحصيل الدراسي ، سلوك التلاميذ ، الإدارة المدرسية المنشآت والمرافق ومصادر التعلم ، التوجيه والإرشاد ، النمو الخلقي والاجتماعي ، مستوى حضور الطلاب كما تفيد هذه المعلومات الإدارات التعليمية لتغير اهتمامها للتركيز على مجالات تحتاجها بشكل أكبر. وهنا سؤال : بما أننا لم ننه تقويم جميع المدارس فهل يمكننا الوصول للمعدل الوطني ؟ الجواب : إننا بالفعل لم نتمكن من الانتهاء من تقويم المدارس إلا أن العدد الذي تم تقويمه الآن يكفي لإصدار معدل وطني ،إن العينة التي تم تقويمها الآن تكفي لتعميم النتيجة على بقية المدارس ، بل يجب أن يقف التقويم الشامل لإظهار النتائج ومن ثم الانتقال للمرحلة التالية وهي مرحلة التقويم والمحاسبة ، وعند ذلك وقبل البدء في الجولة الثانية لا بد أن نراعي أمورا عدة :
* إجراء مراجعة لأدوات التقويم الشامل لتطويرها .
* إحداث أي تغيير في أدوات التقويم قبل إشهار المعدل الوطني يعني استخدام أدوات مختلفة لتقويم عينة واحدة من المدارس
* قد يقول من يدعو لتغيير الأدوات قبل ذلك إننا لم نغير العناصر المحكمة إنما نغير الشواهد والصحيح أن الشواهد أصبحت محور التقويم فتغييرها يعني إعطاء نتائج غير صادقة حيث تختلف جهة القياس مما يؤثر على مصداقية النتائج .
* للحصول على تقويم ناجح يمكن مراقبة نتائجة وقياس أثره لا بد من زيادة أعداد المشرفين بالتقويم بواقع عشرة لكل مئة مدرسة . وبهذا يمكننا إحداث نقلة في التعليم في بلادنا بما يتواكب مع الدول المتقدمة وأذكركم أن الأمور لا يتخيلها قبل تطبيقها إلا قليلون في حين تظهر لعامة الناس بعد ذلك
خالد أبوحفاش
مكة المكرمة 23 /11/ 1429هـ
وللإطلاع على الموضوع فقد تم نشره يوم الثلاثاء 27/11/ 1429هـ بجريدة المدينة على الرابط التالي: فشرفونا بتعليقاتكم
http://al-madina.com/node/76431#comment-58807
العم خالد أسعد الله أيامك…
أود أن ابدي اعجابي لطرحك الغني بالمعلومات والاقتراحات والذي سيكون ايجابيا في تقديم تقدم نوعي على مستوى التعليم في حال تم تطبيقه.
أتفق معك في كثير مما طرحته الا أنني لدي بعض الاقتراحات التي ازعم بأنها ستكون مفيدة, وستعينكم في التقويم الشامل على الاستفادة من قاعدة المعلومات الكبيرة التي حصلتم عليها من خلال جولات المدارس.
النقطة الأولى:
لاحظت بأن المعيار المستخدم لتقييم المدارس هو من خمسة درجات. وهذا المعيار هو صغير وقد يعطي تقييم غير دقيق , أو مايسمى بعلم الاحصاء “Biased results” أي أن المدى المستخدم للتقييم والتفريق بين مدرسة وأخرى لايكفي للمقارنة بين الاف المدارس.
بمعنى لو ان المدرسة حصلت على 4 درجات فهذا يعني 80%. ولوحصلت على 5 درجات فهذا يعني 100%. وهذا الفرق كبير. فهناك بعض المدارس التي تستحق 92%. وهناك مدرسة لديها سلبية بسيطة قد لاتستدعي خصم درجة كاملة من خمسة.
اقتراحي, هو أن يتم تحويل المقياس الى نسبة مئوية. وبالتالي يكون المعدل الوطني هو عبارة عن نسبة مئوية دقيقة. وليس درجة معينة من خمسة. فعند تطبيق النسبة المئوية ستجدون بان مدارس كثيرة كانت فوق المعدل الوطني عادت الى تحت المعدل الوطني وذلك لأن النسبة المئوية قامت بجرد التقييم الى قطاعات صغيرة حصلت بموجبها المدرسة على درجة تستحقها. فلو علمنا ان المعدل الوطني هو 84.4% سيكون أسهل للتعامل معه لأنه رقم دقيق وليس عام مثل لو قلنا 3.5 أو 4 من 5.
النقطة الثانية:
أن يتم حساب معدلات اقليمية ووطنية ومناطقية وتصغر الدائرة حتى نحصل على معدل المدينة.
فلو افترضنا انه يوجد لدينا معدل وطني. فينبغي أن يكون هناك معدل مناطقي ليعين مدير التعليم بمنطقة ما أن يقارن أداء منطقته بالأداء الوطني للمملكة. وأن يكون هناك معدل لكل مدينة. فمثلا مدير تعليم الطائف يقارن مدارسه بمعدل منطقة مكة المكرمة ككل. هذا ليتم الاستفادة القصوى من الأرقام الاحصائية التي تتحصلون عليها. ثم يأتي الدور على الوزارة لكي تقارن المعدل الوطني مع معدلات اقليمية للدول المجاورة بل حتى المعدل العالمي.
أخيرا, اقتراحي الأول ربما قد طبقتموه لو انكم تستخدمون الكسور العشرية في ميزان الخمسة درجات. ولكن مع هذا تظل النسبة المئوية اسهل احصائيا وعمليا.
شكرا لك وأتمنى لك التوفيق والرقي..
عمر بن عبدالعزيز
بموقع وزارة التربية طرحت الموضوع
فكان من الردود مايلي:
أخي خالد … نثرت فأبدعت .
أجبت على سؤال معالي النائب بكل شفافية ووضوح بقولك ” مراقبة المخرجات التعليمية والتدقيق في الفوارق بينها من صميم عمل التربويين وأحد السبل لزيادة فاعلية المدارس فتظهر جوانب التميز والقصور جلية لتتخذ الإدارة العليا إجراءات مناسبة وتحدث تغييرات بعد قناعة”
والتقويم الشامل منذ تم إقراره في عهد الوزير الرشيد كان من أهدافه :
– تقديم معلومات للمسؤولين عن التعليم تساعدهم على رسم وتوجيه خطط التعليم وفق أُسس متينة قوامها الإحصائيات الدقيقة والمعلومات الصادقة.
– مراجعة الخطط التعليمية الحالية وتطويرها بناء على ما تظهره نتائج التقويم
– توفير معلومات كافية عن المدرسة للعاملين فيها وللآباء ولإدارة التعليم وللوزارة، ليعمل كل فيما يخصه على الارتقاء بمستوى المدرسة .
ومن هنا أعتقد أن السؤال : وماذا بعد ؟ بحاجة إلى إعادة تدوير …
وفقك الله .
رابط الموضوع على موقع الوزارة
http://67.225.196.222/vb1/showthread.php?t=223924
عزيزي عمر
أشكر تقييمك للموضوع ومشاركتك في إثراء النقاش.
اقتراحاتك وجيهة وتدل على سعة إطلاعك وثقافتك وسأتناقش معك حولها وبالله التوفيق.
النقطة الأولى: المعيار المستخدم لدينا لتقييم المدارس من خمسة درجات.
فتقول أن المدى المستخدم للتفريق بين مدرسة وأخرى لا يكفي للمقارنة بين آلاف المدارس وهذا صحيح من حيث النظرة الأولى و جوابه.
والجواب: أن المدرسة تقاس مقارنة إلى المعدل الوطني وليس لقائمة بها جميع مدارس المملكة وبالتالي لن يكون هناك ازدحام في المقارنة , فالمعدل الوطني إذا قلنا أنه 3,8 فإنه يشمل جميع المدارس , والمدرسة عندما تحصل مثلا على 3,9 فهذا يدل على تقدم التعليم فيها مقارنة بالمعدل الوطني ولا يهمني كم حصلت مدرسة أ بالنسبة لمدرسة ب.
– وأما قولك قد يخصم درجة على مدرسة بسبب ملاحظة بسيطة
فالجواب: أن الفريق الذي يقوم المدرسة لا يصل لدرجة المدرسة النهائية من خمسة إلا بعد أن يسجل عدد 450 ملاحظة وكل ملاحظة عليها درجة تتراوح بين 1 إلى 5 ويقسم المجموع بعملية حسابية بين محور التدريس والمحاور العامة فلا يمكن لملاحظة واحدة أن تنزل مستوى المدرسة بهذه السهولة
النقطة الأخرى:
احتساب معدلات إقليمية ووطنية و مناطقية.
الجواب :هذا هو الإجراء السليم ولم أقل به خشية أن يكبر الموضوع ولا يفهم على وجهه , وملاحظتك لهذه الجزئية دليل فطنتك واستيعابك للموضوع بشكل متميز.
في الختام لا يسعني إلا شكرك على مشاركتك العلمية والمتميزة وإثراء الموضوع واعترف بأن سبب تأخري في الرد على إضافتك هو ما فيها من مادة علمية تستحق التدبر والتأمل ولقد سررت بها كثيرا وحمدت الله عز وجل على أنك ستعود من الولايات المتحدة ولديك الكثير لتقوله عندما تصل إلينا.
تقبل سلامي
الخبر
عيد الحج 1429هـ