يتساءل البعض عن سبب دين سعود ،وكيف حصل ذلك ؟
الذي يريد أن يتبرع أو يضع زكاة ماله له الحق في معرفة الإجابة على هذا السؤال فلابد أن يتحرى وأن يضع زكاته في المكان الصحيح الذي يعتقد بأنه يستحقها , ورغبة منا في زيادة الطمأنينة لدى الجماعة وكافة المتبرعين نورد هذا الإيضاح نبين من خلاله سبب خسارة كما علمناها من سعود, ولكن قبل ذلك نود الإجابة على هذا السؤال:
هل يصح صرف الزكاة لسداد ديون شخص ما ؟
وللإجابة على هذا السؤال لابد من الرجوع إلى أهل العلم لسماع الفتوى في ذلك.
http://www.islamic-fatwa.com/index.php?module=fatwa&id=26122
س 1 / السؤال: بعد السلام عليكم
لي قريب كان يعمل بالتجارة ولسوء إدارة منه أصبح عليه ديون وأحكام قضائية، فهل تجوز عليه الزكاة؟
وجزاك الله خيرا.
الفتوى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا لم يبق عنده من المال الزائد عن حوائجه الأساسية ما يكفي لسداد ديونه يجوز لك إعطاؤه الزكاة، وذلك لاعتباره من الغارمين، وهم من عليهم دين كبير لا يجدون وفاءه، وهذا في حال تحقق عدم توفر المال لديه الذي يغطي مصاريفه واحتياجه إليه ووفاء ديونه.
والله تعالى أعلم.
فتاوى اللجنة الدائمة (1)
الفتوى رقم ( 6375 )
س1: لمن تصرف الزكاة ونأمل تفسير كل نوع من مستحقيها؟
ج1: تصرف للأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في قوله: سورة التوبة الآية 60 ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
الفقير: الذي يجد بعض ما يكفيه. والمسكين: الذي لا شيء له، وقال بعض العلماء بالعكس، وهو الراجح. والمراد بالعاملين عليها: السعاة الذين يبعثهم إمام المسلمين أو نائبه لجبايتها، ويدخل في ذلك كاتبها وقاسمها. والمراد بالمؤلفة قلوبهم: من دخل في الإسلام وكان في حاجة إلى تأليف قلبه لضعف إيمانه. والمراد بقوله تعالى: سورة التوبة الآية 60 وَفِي الرِّقَابِ عتق المسلم من مال الزكاة، عبدا كان أو أمة، ومن ذلك فك الأسارى ومساعدة المكاتبين. والمراد بالغارمين: من استدان في غير معصية، وليس عنده سداد لدينه، ومن غرم في صلح مشروع. والمراد بقوله تعالى: سورة التوبة الآية 60 وَفِي سَبِيلِ إعطاء الغزاة والمرابطين في الثغور من الزكاة ما ينفقونه في غزوهم ورباطهم. والمراد بابن السبيل: المسافر الذي انقطعت به الأسباب عن بلده وماله، فيعطى ما يحتاجه من الزكاة حتى يصل إلى بلده ولو كان غنيا في بلده. وإذا أردت التوسع في ذلك فراجع تفسير البغوي وابن كثير .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو … عضو … نائب رئيس اللجنة … الرئيس
عبد الله بن قعود … عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من كتاب فتاوى اللجنة الدائمة (1) الجزء رقم 10 الصفحة رقم 86
وبهذا يظهر لنا جميعاً بأن المساهمة في سداد دين الأخ سعود من الزكاة أمر صحيح حسب فتاوى العلماء وذلك لأنه من الغارمين الذين هم أحد أصناف الزكاة الثمانية .
وعوداً على بدء فقصة ديون سعود باختصار كما يلي :
فبعد أن اشتهرت تجارته في الطائف أصبح الكثير من معارفه يزوره ويحاول أن يشاركه في التجارة إلا أن أبو راشد كان يرفض المشاركة بتاتاً, وليته قبلها ليكونوا شركاء في الربح والخسارة! .
إلا أنه قبل أخذ أموالهم كسلف وكمساهمات ليست داخلة في راس مال المشروع لكنها تشارك في الربح وزيادة في التوثيق تكفل لهم بضمان راس المال كاملا لو خسرت التجارة .
استمرت تجارته على أحسن حال فترة من الزمن وهو يوزع بينهم المكاسب التي تصل في بعض الأشهر إلى 30 إلف ريال عبارة عن دخل جميع محلاته ( سباكة , دهانات , بلاط وغيرها من سيارات ورافعات..الخ) عندها تسامع الناس عن مساهمات لها مردود أعلى حيث يستلم 30 ألف ريال بدل ألفين أو ثلاثة آلاف ريال لدى سعود .
بدأ بعض الديانة محاولة سحب أموالهم التي تكفل سعود بردها عند طلبها , ليساهموا لدى المشاهير كالجمعة والعيد, ومع إصرارهم ومحاولة وقوف أبو راشد عند كلمته باع بعض السيارات وقبّل بعض المحلات بخسارة رغبة في إسكات المطالبين , إلا أن النتيجة كانت على خلاف ما توقع حيث تسامع بقية الديانة بالخبر فأتوا مطالبين بحقوقهم ولم يكن بمقدوره توفير السيولة الكافية للجميع إذ لا يمكن لأي تاجر تحويل ممتلكاته إلى نقد بنفس القيمة فطلب منهم الصبر فالمحلات المتبقية فيها الخير والبركة وستكفي للسداد من أرباحها لكن لم يعجبهم أن يسددهم بالأقساط من الربح فما كان منهم إلا التقدم بشكوى للجهات الرسمية كانت النتيجة سجنه الفوري مما زاد من خسارة المحلات التجارية حال غيابه وبالتالي تعذر خروجه من السجن وإلى يومنا هذا وهو سجين .
الغريب أن الموضوع لم يعرض على شخص متخصص في القضاء إلا ويستغرب بقاء سعود في السجن كل هذه المدة بالرغم من عدم قدرته على السداد بل ويتساءل عن موقف القاضي من الموضوع وذلك لأن الله تعالى يقول (فإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )فلماذا لا ينظره القاضي.
بهذا التساؤل نصل وإياكم إلى نهاية البيان في ديون سعود والله أسأل أن يجعل فيه الخير للجميع
فالمساهمة بالزكاة كفيل بأن يسد جميع المديونية فهيا بنا يا رجال الحكمان إلى الصراف لنودع زكواتنا لفكاك أسيرنا
وأنا متأكد لو كان هناك تبرع للصومال أو غيرها لم يتأخر أحد وهو خير والله , لكن ذوي القربى أولى فسعود من جماعتنا وابن القرية البار الذي يجب أن لا نخذله وقت حاجته
خالد أبوحفاش
مكة المكرمة
1/9/1429هـ