أهمية كتابة التاريخ
في زحمة الحرب وغليانها لم يترك القادة كتابة التاريخ وذلك لعلمهم بأن التدوين هو الطريق الصحيح للسيطرة لذا نجد أن حرباً طاحنة كما شارك فيها قادة وخبراء عسكريون ومهندسون فقد كان من بين من شارك فيها مؤرخون ليس همهم في الحرب سوى توثيق الأحداث وكتابتها ولكم أن تفكروا في سبب إحضار الكتاب لميدان المعركة كما كان يفعل بعض قادة الحرب أثناء معارك الأندلس ,
إن التاريخ ديوان يخلد ذكر الأمم والملوك ومن صور كتابة التاريخ لمن فاته أن يفعل مثلما فعل بعض القواد وكتب التاريخ في وقته ، فعليه أن يعود للمصادر التاريخية و يكتب التاريخ بعد الحوادث بسنوات سواء من مصادره الشفوية أو المادية
وأن قرية الحكمان التي تنتمي أليها جميعا ضاربة في القدم ما يزيد بكل تأكيد على ستمائة عام وان كنت لا أملك دليلا ملموسا على ذلك غير أن الشواهد كثيرة ومتعددة ومن الممكن السعي لجمعها خاصة في وجود إخبارية فاعلة قاربت بين الجماعة و جمعت شملهم في كل أنحاء المملكة والموضوع سهل وممتنع , وتكمن سهولته في أن كل منا يستطيع أن يسهم في إعادة كتابة تاريخ القرية ومن أهم المصادر التاريخية التي بين أيدينا وهي متوفرة في تراثنا الاجتماعي أو قد لا نفطن لها ما يسمى بالحجيج والصكوك القديمة والاتفاقيات على الأملاك التي آلت إلينا بالإرث من آبائنا وأجدادنا ففيها تواريخ قديمة مهمة وفيها أسماء الأشخاص الذين كتبوا وشهدوا مما يفيدنا من ناحيتين الأولى العمر التاريخي للقرية والثاني سلسلة النسب للعوائل ممن دونت أسمائهم في الوثائق ,
والموضوع ممتنع من حيث الحرص الذي فطرنا عليه جميعاً فلا تكاد نجد من لديه معلومة تاريخية وموثقة إلا وهو يغلق عليها خزينة أوراقه حتى لا يراها هواه إلا مرة كل عشر سنوات في حين تمثل هذه المعلومة حقيقة مهمة لآخرين أما بأشخاصهم أو لجماعتهم
وإنني من هذا المنبر أدعو الجميع من أبناء الحكمان وغيرهم من القرى فالمعلومة حق للجميع وعلينا توثيقها باسم من يشارك بها ,فهبوا لفتح السحاريات والتجوري وراجعوا المكتوب من جديد وانفضوا الغبار عما لديكم من حجج وأوراق تاريخية لعلها تسهم في تجلية حقائق تاريخية يجهلها الكثير وتسهم في بناء تاريخ حقيقي للحكمان يثير الحماس ,
وإنني على علم يقين أن احد رجالات الحكمان ولله الحمد لديه الكثير جدا من هذه الوثائق وقد حصل عليها من مصادر خارج الحكمان وهو بحمد الله تعالى في مرحلة أعداد كتاب عن تاريخ الحكمان فهلا وضعنا أيدينا في يده لعلنا نسهم في إثراء كتاب تاريخ الحكمان من مكة إلى زهران ولعلنا كذلك نحجز مقعداً في سجل الداعمين للكتاب عندما نتواصل مع الكاتب وذلك حق مشروع لكل من يزود الكاتب بمادة علمية جديرة بالنشر حيث سيعمد كغيره من المؤلفين لحفظ حقوق من يزوده بأي معلومة وذلك بالإشادة بصاحبها وذكر أسمه وهذا قد لا يحصل عليه الشخص بغير هذه الطريقة إذا يكتب اسمك في كتاب سيطبع من أعداد ليست بالقليلة على مستوى المملكة العربية السعودية
ختاماً أوصي كل من لديه القدرة في المساهمة في تدوين تاريخ الحكمان حتى الباحثين ممن لديهم العلم في تقدير العمر الزمني للأشجار وغيرها بأساليب علمية لمعرفة عمر القرية التقريبي وذلك عن طريق الأخشاب المستخدمة في تسقيف البيوت المهجورة الضاربة في القدم هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد.
أخيراً
((فلنساهم في كتابة تاريخ الحكمان ))
خالد
مكة المكرمة
12 / 2 / 1430