عاصفة حزم أعادت لنا روح المواطنة وتنتظر من ابناء اليمن الانتصار للشرعية .

عاصفة حزم أعادت لنا روح المواطنة وتنتظر من ابناء اليمن الانتصار للشرعية .

عاصفة الحزم

الحمد لله وحده وصلى الله على نبيبانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ثم اما بعد فإن من فضل الله تعالى علينا أن أحيانا حتى شاهدنا اليوم المبارك الذي استعاد فيه المواطن السعودي الكريم روح الانتصار والثقة بالنفس

بعد ان تراجع مؤشر الثقة كثيرا لاسباب ثقافية واجتماعية متعددة ساهمت في احساس المرء بعدم القدرة على فعل أي شيء , فمن جهة نجد التعليقات الساخرة والنكات التي تجعل منا آدميين من الدرجة الثانية ومن جهة إحساس عام لدى الجميع بأننا من العالم الثالث , وهذا كله دون بوادر للتصحيح و المعالجة الا ما نسمعه بين الفينة والأخرى من غيورين ينادون لاستعادة الثقة ومراجعة الحسابات والحد من السخرية بمعارفنا و قدراتنا الفردية والجماعية , لكنها لم تجد من يناصرها الا  على استحياء .

وشاءت ارادة الله تبارك وتعالى لنا خيراً فرزقنا قيادة حكيمة  “والحكمة” ليست دائماً مرتبطة باللين فقد تكون اخذ الأمور بالقوة والحزم واعطاءها ما تستحقه من الجدية والعزم فبعد سنين الحلم وطول النفس الذي تعاملت به المملكة مع مخالفيها وخصومها المناوئن لها جاء هذا العام  1436 / 2015 ليكون حداً فاصلاً بين السخرية والجد

مثلت السعودية الوسطية والعقلانية في التعامل مع المخالفين حتى أن تلك العقلانية أصبحت مألوفة ومتوقع لدى الخصوم  وقبل أن يبادر أحدهم بالاساءة للمملكة فإنه يتوقع ردة الفعل التي تتجاهل ذلك الخطأ او تلك الاساءة ولا تعيره أي اهتمام ولعل ذلك كان السبب وراء تعدي الحوثيين على السعودية مرات عديدة من خلال الحدود و التصريحات التي تزداد حدة نبرتها يوما بعد يوم ومن جهة أخرى فقد زادت تدخلات الحكومة الفارسية في البلاد العربية المحيطة بالمملكة بشكل متكرر وسافر لم يكن ليحصصل لولاء معرفتهم بحرص المملكة العربية السعودية على السلم والاستقرار الاقليمي والعالمي .

كل ذلك وغيره اغرى الخصوم هذه المرة حتى وصل الحال إلى التعدي على حكومة شرعية مجاورة وبالرغم من العلاقات التي تربط السعودية بها ورغم ما لها مع السعودية من اتفاقيات قديمة من ايام المملكة الحميدية و حديثة كاتفاق الطائف وترسيم الحدود وغيرها وقد بلغ السيل الزبا ومع كل ذلك بقية السعودية محايدة في الشأن اليمني الا من التهدئة والاغاثة و اصلاح ذات بين الفرقاء كما حصل في اتفاق الرياض بشأن المخلوع ليخرج دون ملاحقة شعبية او قضائية حفظا لحق الجوار وحق الواجب الذي يمليه الدين و العرف .

وحين وصل الأمر إلى احتلال الأجهزة الدستورية واحتجاز الرئيس المنتخب ونائبه حاولت السعودية ايقاف المد العدواني من خلال دعوة الفرقاء للحوار ومن خلال التحذيرات التي كانت تطلق خلف اصم اعمى لا يرى ولا يسمع الا ما يريد عند ذلك مان لا بد ان تلقن المملكة العربية السعودية الدرس لكل المنتهزين للفرص والذين يظنون ان حلم المملكة عجز و ان دعوتها للحوار ضعف , وما دروا ان وراء الحليم غضبة لا يقف لها أحد بأمر الله ولديه قدرة لانتزاع الحق والوقوف بجوار العدل والشرعية دون انتظار المساعدة من أحد أو انتظار التأييد من مجالس عربية او عالمية بل اخذ المملكة بزمام المبادرة وجاءت موافقات المجالس وقراراتها تبع لما فعلته المملكة على الارض

وهذا بفضل الله اولا فهو من ينصر المظلوم في اليمن وهو خير ناصر قال الله تعالى ( بل اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ  ) سورة آل عمران 150  والله وحدة يبارك  جهود من يقاتل الباغي حتى يعود الى امر الله قال الله ” فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ” . بفضل الله تبارك وتعالى جاءت غضبة سلمان بن عبدالعزيز وكان فيها الخير لليمن السعيد حيث وضعت حداً للتمدد الصفوي في بلاد الحكمة والايمان تلك البلاد التي عشت فيها اربع سنوات من عمري وتعلمت في مدارسها ورأيت اليمن على حقيقته شعب مثقف ولديه من الجرأة والقدرة على المواجهة ما يجعله محل تقدير من يعرفه فهو من البلاد التي لم تطأها قدم المحتل فلم يحصل يوما ان دخلها المستعمر إذ كيف يمكن له ان يستعمر الحرية والإباء لكن ارادة الله هذه المرة جعلت من الحوثي متسلطاً على الشعب بل كان الشعب ينظر الى الامور غير مصدق لما يراه على الارض وعبر وسائل الاعلام وخاصة المتابعين من المغتربين عن بلادهم ولكن الخيانة من الداخل تفعل أكثر من ذلك بكثير وتهيء البلاد للخضوع والخنوع تحت الرغبة في المال والحرص على الانتقام

فكما نلاحظ أن الجيش اليمني الذي تم بناؤه لحماية اليمن وشعبه اتخذ له مهمة أخرى ونحى منحى  أخر فأصبح يذلل السبل أمام أنصار الحوثي رغبة في الانتقام للرئيس المخلوع الذي رغم ما وفرت له المملكة من دواعي تسليم السلطة بشكل يحفظ له كرامته ووزيادة على حقوقه الا ان الله أراد غير ذلك ولعل ما قام به صالح من ظلم للشعب ابان فترة حكمه والاستئثار بالمال والسلطة وتجويع الناس كانت السبب فيما حصل منه من تصرفات اضعفت الشعب اليمني وجعلته يتراجع في مجالات الوحدة والتنمية وحماية الشرعية عشرات السنين , و بعد أن كاد التاريخ يسجل لصالح الخروج من السلطة وتسليمها بشكل حضاري ها هو اليوم يسجل له قتل الشعب وتفكيك الوحدة الوطنية والخيانة العظمى بالتأمر مع الاجنبي لشق الصف وتفريق الكلمة وبعثرة المكتسبات ولا غرابة فقد قال الله تعالى {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}سورة الكهف.   بسبب الظلم ضاعت المكتسبات وبسبب الانانية فقدت كل شي لذا حان الوقت لا يقاف الباطل والتصدي له.

وها هي عاصفة الحزم قدمت لليمن لمساندة الحق والعدل والحفاظ على بلد مجاور مستقر , و المملكة ليس لها مصالح في اليمن الا ان يكون “يمن مستقر وامن” لذا فهي من باب حق الجار ومن واجب تنفيذ المعاهدات بين البلدين ومن الاستجابة لنداء الرئيس الشرعي قدمت لليمن يد المساعدة لايقاف الانقضاض على المؤسسات الحكومية ولينجح ذلك فلا بد أن يعي اليمنيين في الداخل الواجب المنوط بهم والمهمة التي عليهم ان يضطلعوا بها لينشأ اليمن مجدداً ويعود لسابق عصره المزدهر ويمثل بحق “اليمن السعيد” وأخص بهذا النداء مشائخ القبائل المؤثرة التي تبحث عن موطن قدم في الحكومة اليمنية و الأحزاب السياسية في الشارع اليميني التي قمعها صالح و أتباعه فهم من يمكنهم التحرك في هذه الظروف العصيبة فيجب عليهم  ان يعيدوا حساباتهم ويتحركوا مجدداً نحو تشكيل غرفة عمليات مشتركة تجمع كلمة المقاتلين وتوحيد راية المقاومة لتختصر الوقت والجهد وتحمي مكتسبات اليمن من الدمار .

وإن كان من كلمة لليمنيين في الغربة فهي أن عليهم أن يساندوا اهلهم لمقاومة العدوان الصفوي واستعادة الشرعية ليستقر اليمن بشكل اسرع وليعود لسابق عهده .

وفي الختام لا يسعني الا ان ابتهل الى الله العلي القدير ان يبارك جهود خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي اعاد للمسلمين عزتهم وأغناهم عن غيرهم فلم يعد هنا حاجة للاستعانة بأجنبي ولا شجب ولا استنكار لقد افرحت عاصفة الحزم  كل الاحبة في العالم الاسلامي والعربي وكل منصف ومحب للعدل والسلم العالمي , لقد اعادت الثقة في كل ما هو محلي وسعودي فقد اخرست كل الالسن التي اذتنا سوء تلك التي اعلنت العداوة وسوء النية ام تلك التي تردد بغباء وتقليد في عملية ببغائية تستمع ولا تعلم لمن تستمع لعدو ام صديق ثم تأتي لتعيد نشر ما قذف في روعها من سم زعاف في حين انها قد تكون محسوبة علينا لذا نقول لهم جميعا حان الوقت لنقول لكم ان بلادي عظيمة وجهودها الدولية في مساندة الحق والعدل اصبحت علاوة علا استخدامها للدعوة عبر الحكمة والموعظة الحسنة واستخدام السياسة والحوار تستخدم العاصفة و الحزم لاعادة الناس الى رشدهم وحمايتهم من شرور انفسهم . فلها منا الدعاء في اوقاته الفاضلة ان يكلل الله جهودها بالتوفيق والنجاح وأن يدحر خصومها ويبارك في شعبها وحكومتها .

“ولا نقول الا يابلادي واصلي ”

 

 

 

 

 

خالد

أحب الإنتاج والمنتجين و أعتقد أن بلادي الأفضل وهي بحاجة لتمكين القوي الأمين في كل قطاع ووظيفة مهما صغرت لنصل بها لأعلى مكانه .( الوظيفة الحكومية (الولايات) يجب أن تكون لمن يبذل جهده وليس لطلب الرزق )

اترك تعليقاً

This Post Has One Comment

  1. hemoo

    فرج الله عنهم ونصرهم