إنتقلت إلى رحمة الله تعالى بعد صلاة الجمعة مباشرة يوم 13 / 5 /1430هـ عمتي منيرة بنت عبدالعزيز عن عمر يناهز السبعين عاماً
وكانت في أتم الصحة والعافية وهي والدة جمعان بن علي بن محسن ( سمي والدي جمعان بن عبدالعزيز رحمه الله)
وسكنت هي وابنها جمعان سويا حتى فرقهما الموت وآخر السنين كانت في مدينة الطائف وهي التي ربت جمعان و نشأته على يديها حتى صار من خيرة شباب القرية خلقاً وتدينا
ولا غرابة فهي من بيت علم ودين فهي إبنة إمام القرية وأخت إمام القرية في العصر الحديث مسفر بن عبدالعزيز حفظه الله
توفي زوجها من ثلاثين سنة وتكفلت بتربية أبنها و 6 بنات وقد أعانها الله على ذلك بلطفه وكرمه.
قصة من آخر أيامها:
حدثني جمعان أنها خرجت معهم يوم الخميس صباحاً للإفطار بمنطقة الشفا
وقد تناولت معهم طعام الإفطار وأخذت تمشي حتى زادت عليها حرارة الشمس فطلبت العودة للمنزل
وفي المساء صنع جمعان العشاء على سطح منزله وكان مشوي دجاج
يقول جمعان:
وقد أكلت والدتي كثيراً على غير عادتها رحمها الله
وسبب ذلك أنها كانت تنوي صيام الأيام البيض وبدايتها الجمعة
وبالفعل فقد طلبت أن لا يوقضها أحد للسحور في اليوم التالي
يقول جمعان:
ومن عادتها أن تغلق غرفتها على نفسها بالمفتاح ولايفتح عليها سواي فصليت الفجر ثم مررت عليها
فوجدتها بخير وعافية
وبعد أن نمت إلى الساعة الحادية عشرة صباحاً مر عليها مرة أخرى لأسلم عليها قبل الذهاب للصلاة
فلم ترد علي فخفت وفتح الباب فإذا هي تصلى الضحى
فأغلقت الباب وذهبت أستعد للصلاة
وبعد العودة من الجمعة خلعت ملابسي في الدور الأعلى
ونزلت لأجلس معها فطرقت الباب عليها فلم ترد علي وعاودت الطرق بصوت أعلى
فلم ترد فماكان مني إلا أن انطلقت مسرعاً و كاني أشعر بشيء في داخلي
بأن هناك شي حدث
فأحضر فتاحي وعدت مسرعاً
فناديتها فلم ترد علي وهي مضطجعة على شقها الأيمنمستقبلة القبلة كعادتها رحمها الله
في نومها
ناديتها مراراً فلم ترد علي
تحسس جسدها فإذا هي حاره
كذبت نفسي ولم أحاول تصديق نفسي و ما أرى
استدعيت الهلال الأحمر للكشف عليها
كل ذلك لعلي أجد لدى موظف الهلال الأحمر قولاً آخر
كشف المسعف عليها وسألني من تكون بالنسبة لها فقلت ولدها
فقال هل تؤمن بأقدار الله
قلت ونعم بالله
قال لي وكان الخبر كالصاعقة علي والدتك توفيت من نصف ساعة إلى ساعة إلا ربع
ولا تسأل عن الوضع عند ذلك .
ياالله ارحمها واغفرلها لقد ذهب الحنان
لقد ذهبت الرحمة
لقد فارقني مستشاري الخاص
لقد ذبل العود الذي يظللني
نعم ياجمعان إنها كانت كل شيء ولكن بالله العوض
وهذه القصيدة من ابن توفيت والدته فعانى مثل معاناتك
أسوقها إليك لتجد فيها المواساة
القلب يحـزن والمدامـع غزيـرة في جوفي نار من لهبها تباكيـت
والدار ظلمة كانـت أمـي تنيـره يايمة وينك من دونك خلى البيـت
قلبي تفطر على الفرقـى المريـرة أمنـت بالله وبقـداره تراضـيـت
الموت حقن وكلـن لـه مصيـره وموت النبي قبلك يايمـة تعزيـت
هذا جلالك وريحـك فـي عبيـره كل يوم أشمه وليـا شفتـه تهنيـت
صوتـك يايمـة يامحلـى أثيـره وحنانـك يمـه يخلنـي تفـديـت
من يوم رحت والمشاعـر أسيـرة محدن افضفض له وبصمتي تسجيت
يايمـه منـه أجـي واستشـيـره يعدلني لي شفت الصواب وتنحيـت
يايمـه كلـن يناظـر فـي حيـرة من يوم رحتي وانا اللي ما تواسيت
أجي دويـخ فـي وقـت الظهيـرة محدن سأل عنـي يقـول تغديـت
وابيـت ليلـي وعيونـي سهيـرة وكـم الليالـي نايـم ماتعشـيـت
ظروفن يمـه تواجهنـي عسيـرة الشكـوى لله بظروفـي تعنـيـت
يوم كنتي عندي وكني أمير ديـرة كلن يناديني ويقول لي تعال هيـت
ويوم رحت يمه وكني في جزيـرة وحيدن فيها عن النـاس تواريـت
ياكم تعلمت مـن معانـي غزيـرة يامنهـل التعليـم منـك تربـيـت
كم قصة قلـت وللماضيـن سيـرة ولي جيت عندك بسواليف تسليـت
أه يايمـه لنظـراتـي الأخـيـرة مليـت كفـي ترابـن ثـم حثيـت
ابشـري يمـه بدعـوات كثيـرة كلما ذكرتـك وللرحمـن صليـت
ختاماً:
تقبل عزائي ومواساتي في فقيدت الجميع
وأسأل الله أن يتغمدها برحمته ويسكنها فسيح جناته
خالد
مكة المكرمة
رحمة الله عليها , اللهم ارحمها برحمتك يارب العالمين .
اخي خالد , وحده الله الدائم .
اخي الحبيب خالد تحية ملؤها الحب والتقدير
وهذه قصيدة في رثاء الوالدة رحمها الله
ياقلب قد وقع القضاء فأصبرا وازدد من الصبر الجميل واكثرا
هذي مقاير الإله تنالنا في كل حادثة ولا لن نعذرا
أماه انتي مهجتي وحبيبتي شاءالعظيم لك الرحيل وقدرا
أماه حين دفنت جسمك في الثرى فكأنما ودعت قلبا تفطرا
ولقد دفنتك في النثال واينما كان المكان به الأحبة اطهرا
ما بين اخون وبين احبة نلتي المكان وأي ذاك المنظرا
أماه طول العمر عشت ضريرة يجزاك في عينيك رب أخبرا
فهو الذي ضمن الجنان لمن فقد عينيه في الدنيا بحظ اوفرا
أماه يرحمك الرحيم برحمة وجزاك رب العرش خيرا اكبرا
يارب امي اقبلت بصلاتها وصيامها طوعا اليك فأقبلا
واجعل لها الفردوس عالي منزل بل واسقها من ماء نهر الكوثرا
Pingback: جمعان بن علي الزهراني يرثي والدته : مدونة خالد أبوحفاش
اشكر الاخ خالد على ما احزننا به عفوا ذكرنا به من حق الام على اولادها سوء كانت على قيد الحياة ام ممن وارى الثرى جثمانها ولا انسى عمتي الحبيبة فهي والله قرة عين للجميع والمصاب ليس لجمعان فقط فالجميع اتوقع ان يعزو في اصطورة الحكمان جعل ماقدمت لاولادها وتربيتهم وما عانته من العمى في البصر أن تؤجرعليه ويكون نورا في قبرها
حقيقة الموت مصاب ولكن نهاية حتمية لبني البشر ففينا نحن الحفافيش العم جمعان اخي سعيد ومن على شاكلتهم الكثير الذين انتقلو الى جوار ربهم وهذا وحده عزاء لاخي ابا علي وتذكير أن الموت لا يعرف أحد ومن لم يمت لابد أن يمت
كل الشكر لمرقص الكلمات خالد ابا حفااش
ولاخي جمعان على المرثية التي ان دلت فانما تدل على احاسيس البر والعرفان والوفاء لامه
شكرا للجميع