بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده أما بعد
فإن لله سنن تسير الحياة وفقها وتقوم بها الدنيا, ومن تلك السنن مناصرة المسلمين بعضهم بعضا و موالاة الكافرين لبعضهم البعض.
وإن بعض الدول انحازت لطاغية سوريا هذا العام 1433هـ بشكل لم يحصل مثيل حيث قتله شعبه من أهل السنة والجماعة شر قتله فلم يرحم الصغير أو يستحيي من ذي شيبة أو امرأة في صفاقة لم يعرفها العرب في حياتهم الجاهلية ولا غير العرب و تلك الدول الظالمة هي الصين وروسيا, على اختلاف بينهما في الداعي لذلك فالصين تؤيد بقاء الاستبداد وذلك ليدوم لها ماهي فيه من استغلال لشعبها, وأما الروس فهم يؤيدونه للمصالح التي يجنونها من وراء الوقوف معه حيث يبقي لهم قدم في المنطقة العربية المحيطة باسرائيل ما يعني بقاء التأثير لروسيا في أهم بقع الأرض.
والذي يجري حالياً هو تكاتف شيعي من ايران شرقاً الى سوريا ولبنان غرباً في سبيل الحفاظ على المنظومة الشيعية من الأنهيار أمام رغبة الشعب الذي عانى كثيراً من الظلم والاستبداد والقتل والتدمير من قوة عسكرية يفترض فيها أن تكون حامية للشعب لا سيفاً مسلطاً عليه.
وأما موقف الدول العربية فهو مع الشعب قطعاً لكنه موقف خجول يراعي المواثيق الدولية التي لم يراعها نظام الأسد فهم يدعمون الشعب الأعزل أمام الطاغية وجنودة لكن من غير أن يظهروا في الصورة وهذا باب خير لهم فما وقف في طريق الشيعة وقمعهم حاكم الا نصره الله.
لكن المتوقع حسب المعطيات على الأرض بالنسبة لنهاية طاغية الشام والعلم عند الله مايلي :
1- قناعة بشار ومن يسانده بأن لا مكان له في سوريا و أن الشعب هو من سيحكم البلاد بلا شك و في خلال فترة ليست بالطويلة .
2- بما أن النظام الذي سيخلف بشار سيكون سنياً ولن يكون موالي لإسرائيل فيستحسن إجراء مايلي:
– استمرار بشار بقتل أهل السنة بأسلوب نوعي . ( فلا يقتل الا النخب و العلماء و المؤثرين والقادة الميدانيين ) بهدف التقليل من وجودهم في الولة التي ستحل محله والمحافظة على أمن اسرائيل وهذا ما نلا حظة بشكل ملفت للا نتباه و مثير للقلق .
– المحاولة قدر الإمكان باحداث الفرقة بين صفوف الثوار بهدف استمرار الصراع بينهم على السلطة .( و أخشى من بعض المنشقين حالياً أن يكون شوكة في حلق الدولة الجديدة )
– إذا وصل الحصار والقتال إلى عقر دار بشار ولم يعد هناك مجال لبقائه فستتولى القوات الروسية التي نزلت بموانيء سوريا حمايته والانتقال به الى مكان آمن .
– لن يتمكن الثوار في سوريا بسهولة من جمع الكلمة و خاصة بعد اقتراب المطامع الدنيوية و وجود المتربصين بالدولة الجديدة من المنشقين وغيرهم بهدف خدمة المصالح الاسرائيلية .
3- لن يترك الاكراد من السوريين الامور تسير في طريق دولة سورية واحدة بل سيسعى هذا الحزب كعادته للانشقاق عن الدولة بهدف اضعاف المولود الجديد .
4- ستبقى الأحزاب الموالية لايران في العراق ولبنان تشن الغارات والقلاقل بين الناس حتى يتم اضعاف الدولة الجديدة .
5- ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) إذا صلحت النيات بين المجاهدين سينصرهم الله على عدوهم مهما كانت الضغوط والتوازنات الولية فكل الأمور بيده عز وجل لكن هذا لا يكون الا مع الاخذ بالاسباب و توحيد الكلمة والحذر من المفرقين للكلمة و المتربصين بالدولة الجديدة
ختاماً الله أسأل أن يوفق أخواننا المجاهدين في سوريا و أن يبارك فيهم ونسأله أن ينصر من يعينهم ويؤيدهم من حكام المسلمين و يجعل أعداء السنة في تباب و خططهم في بوار .
خالد ابوحفاش
مكة المكرمة
23/ 8 / 1433هـ