أي مشروع يعتني بالأخلاق ويسعى لإحياء القيم المجتمعية ويحرك الجيل نحو تلك القيم ويحثهم على الاهتمام بالمناسبات الدينية كحفل المعايدة ونحوها مشروع يسهم في البناء والتنمية وإذا صاحب ذلك عناية بالتراث والعادات الاجتماعية في الاستقبال والاحتفاء بالضيف ونحوها من الأمور يصبح ذلك من أهم الدعائم لتعزيز الاستقرار والأمن وتوفير البيئة المناسبة للحضارة وللحياة المستقرة بشكل عام .
ما سبق هو الدافع الرئيس لنا نحن القائمون على تواصل زهران للعمل ضمن القنوات الرسمية للمحافظة على القيم المجتمعية وتعريف الجيل الجديد بها وتعويدهم على مكارم الأخلاق ونسبة الفضل لأصحابه من خلال حفل معايدة سنوي يقام في عيد الفطر بمكة , ويعتبره البعض المضاد الحيوي في منظومات القيم، وطراز العيش، والتنظيم الاجتماعي، للحفاظ على زهران الريف الذي لم يعد ريفا حيث أثرت المدنية في الجيل الجديد ليس التأثير المحمود المتعلق بالحضارة والتعليم واكتساب الجديد من العلوم والمعارف ولكن التأثير السلبي الذي يركز على ترك العادات الجميلة والحسنة حتى في الطعام والشراب حيث طغى تأثير العولمة على الجميع واتجه البعض بكليته نحو تلك الحضارات لأخذ كل شيء منها دون تمحيص .
جاءت فكرة المعايدة بمكة حيث مهبط الوحي والمكان الذي تلتقي فيه الحضارات وتتآلف منذ القدم الى يومنا هذا ولأن القائمون على الحفل ممن يسكن مكة المكرمة فهو حفل معايدة للتواصل والتعارف بين أبناء زهران بمكة كما فتح المجال لغيرهم فلا يرد عن العيد أحد , وجاءت التسمية تواصل زهران من هنا, كما انه ليس ممثلاً لجميع زهران بل يمثل القائمين عليه ومن يحضره من الجماعة سواء من مكة أو غيرها ويمكن إقامة احتفال مشابه بأي منطقة والمجال مفتوح للاستفادة من الفكرة وقد أخذها عدد من أبناء القبائل بهدف تطبيقها بين جماعتهم, ويمكن لأي شخص من زهران إقامة حفل معايدة مشابه لإظهار الفرح والفعاليات المصاحبة التي تكون في الحفل كا التراث ونحوها يمكن توفيره للتعريف بالموروث وتغير حياة الناس بفضل الله خلال فترة زمنية قصيرة نحو الأفضل حيث استغنى الناس عن كثير من تلك التراثيات .
يسعى تواصل عاماً بعد آخر من خلال الخطاب الرسمي الذي يلقيه المبرزون من أعضاء تواصل وبالتكريم الذي يستهدف رموز سطرت أروع الأمثلة في خدمة الوطن ,للتأكيد على واجب الالتفاف حول القيادة ونبذ الفرقة والتشرذم وتنبيه الشباب خاصة إلى خطورة الانسياق وراء الشعارات البراقة التي بدت تظهر بين الفينة والأخرى مما قد يستهوي قليلي التجربة والمعرفة بخفايا الأمور , كما يسعى تواصل للخروج من الانغلاق على القبيلة والريف بعقلية متحضرة منفتحة نحو المجتمع بدعوة العديد من أبناء مكة المكرمة حضر وبادية للمشاركة على المستوى الشخصي حيث العيد والفرح للجميع ويوجه دعوة رسمية لعلم من خارج القبيلة ليكون ضيف شرف يشارك في تكريم الرموز .
وهذا العام بحمد الله نشير من هذا المنبر لفضل الله علينا في هذه البلاد حيث جمع الله الكلمة ووحد الصفوف بشكل أسعد الجميع في قرارات ملكية من سلمان الحزم والعزم كان لها وقعها الطيب في نفوس المواطنين جميعاً بل والمقيمين ,ونسأل الله بفضله وكرمه أن يمد القائد بمدد من عنده ويعينه بعونه ليكون التوفيق حليفنا والنصر رفيقنا على من بغى علينا, وحق لنا ان ندعو الله ونبتهل إليه أن يحفظ جنودنا الذين يقومون على حماية الثغور من عسكريين يستحقون كل التكريم والتقدير كما ندعوه أن يهدي شبابنا للطريق المستقيم ويبعدهم عن مضلات الفتن أنه ولي ذلك والقادر عليه ..
كتبه
د. خالد جمعان ابوحفاش
نائب رئيس المجلس البلدي لأمانة العاصمة المقدسة.
مدير إدارة الجودة الشاملة بتعليم منطقة مكة المكرمة .